P.S.M.F: الصيام المعدل بالبروتين – الطريقة الفعالة لكسر ثبات الوزن وإذابة الدهون
ملاحضة : يرجى قراءة المقال كاملا لتفادي أضرار صحية متعلقة بهذا البرنامج الغذائي نظرا لكونه حادًا عند البعض.
يعاني الكثير من الأشخاص من ظاهرة "ثبات الوزن" خلال محاولاتهم لفقدان الوزن الزائد، حيث يتوقف الجسم عن الاستجابة للأنظمة الغذائية التقليدية، رغم استمرار الجهد المبذول في التمارين الرياضية والالتزام بالنظام الغذائي. إحدى الوسائل الفعالة التي أثبتت قدرتها على تجاوز هذه العقبة وتحفيز الجسم على العودة لحرق الدهون بشكل أسرع، هي طريقة تُعرف بـ "الصيام المعدل بالبروتين"، أو Protein Sparing Modified Fast والتي تُختصر بـ P.S.M.F.
ما هو الصيام المعدل بالبروتين (P.S.M.F)؟
الصيام المعدل بالبروتين هو نظام غذائي صارم وقصير المدى، يعتمد بشكل رئيسي على استهلاك البروتينات الخالية من الدهون، مع تقليل أو إلغاء تام لتناول الدهون والكربوهيدرات. يهدف هذا النظام إلى إجبار الجسم على استخدام مخزون الدهون كمصدر رئيسي للطاقة، مع الحفاظ على الكتلة العضلية من خلال توفير كميات كافية من البروتين.
آلية عمل النظام
يُحاكي هذا النظام حالات الصيام الحقيقي، لكنه يوفر البروتين اللازم للجسم لمنع تدهور العضلات. عند الامتناع عن تناول الدهون والكربوهيدرات، يبدأ الجسم بالبحث عن مصدر بديل للطاقة، فيلجأ إلى حرق الدهون المخزنة، بما في ذلك الدهون الحشوية الخطرة (الموجودة داخل التجويف البطني)، ودهون الكبد، ودهون تحت الجلد.
في هذه الحالة، يبدأ الجسم بعملية تُعرف بـ التحلل الدهني (Lipolysis) لتحويل الدهون إلى طاقة، وكذلك تحويل البروتين إلى جلوكوز عبر عملية تسمى Gluconeogenesis، لتوفير الحد الأدنى من السكر اللازم لبعض العمليات الحيوية.
مصادر البروتين المسموحة في هذا النظام
في هذا النظام، يُسمح فقط بتناول البروتينات الخالية من الدهون، مثل:
-
صدور الدجاج منزوعة الجلد.
-
لحم البقر أو العجل الخالي من الشحوم.
-
السمك الأبيض.
-
بياض البيض دون الصفار.
ويُنصح بتناول ما يعادل 2 غرام من البروتين لكل كيلوجرام من الوزن المثالي للفرد. على سبيل المثال، إذا كان الوزن المثالي لشخص 80 كغ، فيجب عليه تناول حوالي 160 غرامًا من البروتين يوميًا، وهي كمية تعادل تقريبًا 800–1000 سعرة حرارية فقط.
مميزات نظام P.S.M.F
-
فقدان سريع للدهون: بسبب العجز الكبير في السعرات الحرارية وحرمان الجسم من مصادر الطاقة التقليدية.
-
الحفاظ على الكتلة العضلية: لاحتوائه على كميات كافية من البروتين.
-
كسر ثبات الوزن: يعد أداة فعالة لكسر الحواجز التي يواجهها الجسم خلال مسيرة فقدان الوزن.
-
خفض الدهون الحشوية: يقلل من أخطر أنواع الدهون المرتبطة بأمراض القلب والكبد.
محاذير مهمة وتحذيرات
رغم فعالية هذا النظام، إلا أنه ليس مناسبًا للجميع، ويجب اتباعه بحذر شديد وتحت إشراف طبي. ومن أبرز التحذيرات:
-
غير مناسب للأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة مثل مرضى السكري أو ارتفاع ضغط الدم.
-
لا يُنصح به للمبتدئين في رحلة فقدان الوزن أو ذوي الأوزان المرتفعة.
-
يُمنع اتباعه لفترات طويلة: الحرمان الكامل من الدهون والكربوهيدرات على مدى أسابيع قد يؤدي إلى خلل في عمليات الأيض، ونقص في الفيتامينات الذائبة في الدهون مثل A و D و E و K، بالإضافة إلى الأحماض الدهنية الأساسية.
ما الجانب المظلم في هذا النظام؟
الدراسات تشير إلى أن أكثر من 90% من الأشخاص الذين اتبعوا نظام P.S.M.F لفترات طويلة استعادوا أوزانهم بعد التوقف عنه. ذلك لأن الجسم يدخل في "وضع الحفاظ على الطاقة"، ويقلل من معدل الأيض، مما يسبب زيادة سريعة في الوزن عند العودة للنظام الغذائي العادي.
كيف يمكن استخدام النظام بطريقة آمنة؟
لتجنب الآثار الجانبية واستعادة الوزن، يُوصى باستخدام هذا النظام بشكل متقطع فقط، كأداة مؤقتة، وليس كنمط حياة دائم:
-
يمكن اتباعه لمدة يومين إلى ثلاثة أيام في الأسبوع فقط.
-
في باقي الأيام، يجب العودة إلى نظام غذائي متوازن يحتوي على الدهون الصحية والكربوهيدرات المعقدة.
-
يجب الحرص على تناول المكملات الغذائية الضرورية إذا طُبق هذا النظام لأكثر من بضعة أيام.
-
تجنب التمارين الشاقة أثناء اتباع النظام، حيث أن الطاقة المتاحة ستكون محدودة للغاية.
نظام الصيام المعدل بالبروتين (P.S.M.F) هو وسيلة فعالة ومثبتة علميًا لكسر ثبات الوزن وتسريع عملية حرق الدهون، خاصة عند استخدامه بشكل ذكي ومدروس. ومع ذلك، فإن صرامته الشديدة ومخاطره المحتملة تجعله غير مناسب كنظام غذائي طويل الأمد، بل يجب اعتباره أداة مؤقتة ضمن خطة شاملة لفقدان الوزن.
النجاح في فقدان الوزن لا يتحقق فقط بسرعة النتائج، بل في الاستمرارية والاستدامة. لذا، قبل الشروع في أي نظام غذائي، وخاصة مثل هذا النظام الصارم، استشر طبيبك أو أخصائي تغذية للتأكد من ملاءمته لحالتك الصحية.