معلومات تدهشك معلومات تدهشك

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

هل نحن وحدنا في الكون؟ استكشاف فرص الحياة خارج الأرض

هل صور مجرة درب التبانة حقيقية؟..خبيرة بوكالة ناسا تجيب - مجلة عالم  التكنولوجيا

مجرة درب التبانة - موطننا الكوني بين مليارات النجوم

في ليلة صافية، وبينما تحدّق في السماء المرصعة بالنجوم، قد يخطر ببالك هذا السؤال الأبدي: هل نحن وحدنا في هذا الكون الشاسع؟
ربما لا يوجد سؤال أثار فضول البشرية عبر العصور أكثر من هذا. فالفكرة بأن هناك حياة ذكية أخرى خارج الأرض ليست فقط من صلب الخيال العلمي، بل هي أيضًا موضوع أبحاث علمية دقيقة ونقاشات فلسفية معمقة.

الكون أكبر مما نتخيل

عندما ننظر إلى السماء، فإن ما نراه بالعين المجردة لا يُمثل سوى جزء ضئيل جدًا من الواقع الكوني. يضم الكون المرئي ما يُقدر بنحو ملياري تريليون نجم (أي رقم يساوي 2 متبوعًا بـ 24 صفرًا)، والعديد منها محاط بكواكب، تمامًا كما هو الحال في نظامنا الشمسي. وقد أظهرت بيانات تلسكوب كبلر أن هناك مليارات الكواكب الصالحة للسكن فقط في مجرة درب التبانة.

كبلر (مسبار فضائي) - ويكيبيديا


رسم فني لتلسكوب كبلر الفضائي - مكتشف الكواكب الخارجية

فإذا كان هناك هذا الكم الهائل من الكواكب التي تشبه الأرض من حيث الحجم والمسافة عن نجمها، فلماذا لم نجد بعدُ دليلًا قاطعًا على وجود حياة خارج كوكبنا؟

معادلة دريك: محاولة علمية لحساب الحياة

في عام 1961، قام عالم الفلك فرانك دريك بوضع معادلة رياضية لمحاولة تقدير عدد الحضارات الذكية التي يمكن أن توجد في مجرتنا القادرة على التواصل معنا.

المعادلة تأخذ في الاعتبار عوامل مثل:

  • عدد النجوم الجديدة التي تولد سنويًا في المجرة.

  • نسبة النجوم التي لها كواكب.

  • عدد الكواكب التي يمكن أن تدعم الحياة في كل نظام كوكبي.

  • احتمال تطور الحياة على هذه الكواكب.

  • احتمال تطور الحياة إلى حضارات ذكية.

  • مدة استمرار هذه الحضارات في إرسال إشارات يمكن التقاطها.

لكن النتيجة النهائية لمعادلة دريك تعتمد على افتراضات كثيرة، لذا فإنها لا تعطي إجابة دقيقة بقدر ما تفتح باب النقاش العلمي على مصراعيه.

الحياة كما نعرفها... والحياة كما لا نعرفها

عندما نبحث عن الحياة خارج الأرض، فإننا غالبًا ما نبحث عن "الحياة كما نعرفها"، أي التي تعتمد على الماء والكربون، وتحتاج إلى ظروف حرارية معينة. ولكن هناك من العلماء من يقترح أننا قد نكون نقيد أنفسنا بهذه الافتراضات، وأن الحياة قد تتطور بطرق لا يمكننا حتى تخيلها، ربما باستخدام السيليكون بدلاً من الكربون، أو في بيئات تبدو لنا "سامة".

في هذا السياق، ظهرت فرضيات علمية مثل "الحياة على أساس الأمونيا" أو حتى "الحياة في الغيوم الحمضية لكوكب الزهرة"، مما يدل على أن الحياة قد تكون أكثر تنوعًا مما نعتقد.

في كوكب الزهرة.. اليوم بسنة والشمس تشرق من مغربها! – DW – 2020/10/19

هل يمكن أن تعيش حياة غريبة في سحب الزهرة الحمضية؟

إشارات غامضة من الفضاء

في عام 1977، التقط تلسكوب في ولاية أوهايو الأمريكية إشارة راديوية قوية وغامضة دامت 72 ثانية فقط، عُرفت لاحقًا باسم "إشارة واو!" (Wow! Signal). كانت تلك الإشارة فريدة من نوعها، ولم تتكرر أبدًا، ما جعل العلماء يتساءلون: هل كانت منبعثة من حضارة ذكية؟ أم أنها مجرد ظاهرة طبيعية غير مفهومة بعد؟

45 عاما على إشارة "واو" الفضائية الفريدة والغامضة | علوم | الجزيرة نت
إشارة واو! التي كتب بجانبها العالم “Wow!” بسبب قوتها وغرابتها

ومع أن العلماء لم يتمكنوا من تأكيد مصدر الإشارة، فإن هذا الحدث ما زال واحدًا من أقوى المرشحين كدليل محتمل على وجود حضارة خارج الأرض.

مشروع "بريكثرو ليستن": البحث الجاد مستمر

من المشاريع الجدية التي تسعى للإجابة عن هذا السؤال، مشروع Breakthrough Listen الذي أُطلق في عام 2015 بتمويل من الملياردير الروسي يوري ميلنر. يُعد هذا المشروع الأضخم من نوعه، حيث يستخدم تلسكوبات عملاقة للبحث عن إشارات راديوية أو ضوئية مصدرها حضارات متقدمة.

وقد جمع المشروع منذ انطلاقه عدة بيتابايت من البيانات، أي ما يعادل مئات الآلاف من الساعات من "الاستماع" للكون، دون أن يجد حتى الآن إشارة مؤكدة. ومع ذلك، فإن الفريق لا يزال متفائلًا، لأن الكون واسع جدًا، وما استمعنا إليه لا يُمثل إلا قطرة في محيط.

لماذا لم نجد أحدًا بعد؟ مفارقة فيرمي

في منتصف القرن العشرين، طرح الفيزيائي الإيطالي الأمريكي إنريكو فيرمي سؤالًا بسيطًا ومخيفًا في نفس الوقت:

"أين الجميع؟"

هذا السؤال، المعروف باسم "مفارقة فيرمي"، يعكس التناقض بين العدد الهائل من النجوم والكواكب، والاحتمالات الكبيرة لوجود حياة، وبين غياب أي دليل أو اتصال بحضارات ذكية حتى الآن.

من التفسيرات المقترحة للمفارقة:

  • نحن فعلاً وحدنا.

  • هناك حضارات، لكنها بعيدة جدًا أو لا تستخدم تكنولوجيا قابلة للكشف.

  • الحضارات الذكية تدمر نفسها قبل أن تتمكن من التواصل.

  • نحن ببساطة لا نعرف كيف نبحث أو أين نبحث.

ماذا لو تلقينا إشارة فعلًا؟

تخيل أن العلماء غدًا تلقوا إشارة مؤكدة من حضارة خارجية. ماذا سيحدث؟ هل سيتم الإعلان عنها فورًا؟ كيف ستتفاعل الحكومات؟ هل سيؤدي ذلك إلى وحدة بشرية، أم إلى ذعر؟

لدى وكالات مثل ناسا والاتحاد الفلكي الدولي بروتوكولات محددة للتعامل مع مثل هذه الإشارات، تتضمن التحقق من المصدر، نشر المعلومات بشفافية، ودعوة المجتمع العلمي العالمي لتحليل البيانات. لكن ما من أحد يمكنه التنبؤ برد الفعل العام.

الخاتمة: الفضول هو وقود الاكتشاف

السؤال "هل نحن وحدنا؟" ليس مجرد تساؤل علمي، بل هو أيضًا سؤال وجودي وفلسفي وإنساني عميق. نحن نسعى من خلاله لفهم مكانتنا في هذا الكون، وربما لفهم أنفسنا أيضًا.

نقطة زرقاء باهتة | Uncertainty blog
“النقطة الزرقاء الباهتة” – الأرض كما بدت من على بعد 6 مليارات كلم، التقطتها فوييجر 1

كما قال كارل ساغان عن الأرض:

“هذا هو موطننا. هذه نحن. على هذا النقطة، يعيش كل من تحب وكل من تعرف وكل من سمعت عنه.”

لكن ربما، على نقاط زرقاء باهتة أخرى، هناك من يتساءل عنّا أيضًا.

عن الكاتب

معلومات تدهشك

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

معلومات تدهشك